معالجة النص القرآني

معالجة النص القرآني

المعالجة الرَّقميَّة وتنفيذ التَّحسينات الجماليَّة على خطّ مصحف المدينة النَّبويَّة برواية حفص عن عاصم:
هو أحد المشاريع الرَّائدة في مجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشَّريف، ويُعَدُّ العمل الأوَّل من نوعه على مستوى العالم في مجال خدمة القرآن الكريم وعلومه، ويهدف إلى معالجة خطِّ مصحف المدينة النَّبويَّة الذي تمَّ طباعته عام (1422هـ)؛ وذلك من أجل إنتاج خط عالي الجودة من خلال معالجة وتحسين منحنيات الأجزاء الدَّقيقة للرَّسم العثماني المستخدم في الخط المكتوب باليد، عبر برامج حاسوبيَّة متقدِّمة معدَّة لهذا الغرض، بالإضافة إلى تحسين جودة الزَّخرفة في علامات الأجزاء والأحزاب وعلامات الأرقام المستخدمة في الخطِّ، ممَّا يساعد على إظهار الخط اليدوي بجودة عالية.
أهم مميِّزات المعالجة الرَّقميَّة:
أ- العلميَّة:
  • تحسين مواضع بعض علامات الوقف والتَّشكيل لتظهر في المكان الدَّقيق الخاص بكل علامة أو تشكيل.
  • تحسين شكل تنوين النَّصب المتتابع.
  • تحسين شكل تنوين الكسر مع الإقلاب.
  • توحيد المسافات بين الأسطر وبين كلمات السَّطر الواحد.
  • تحسين موضع أرقام الآيات التي تظهر في بدايات بعض الأسطر؛ ليكون رقم كل آية في نفس السَّطر الموجود فيه آخر كلمة من الآية.
  • تحسين موضع أسماء السُّور الموجودة في أواخر بعض الصَّفحات؛ بحيث يظهر اسم السُّورة وبدايتها في الصَّفحة نفسها.
  • مراعاة المحافظة على عدد الأسطر في الصَّفحة الواحدة كما هو معتمد في صفحات مصحف المدينة النَّبويَّة، وعدم ترحيل أي آية من صفحة إلى أخرى.
  • يُعدّ هذا المصحف (أساساً) لإنتاج بقيَّة المصاحف بالرِّوايات الأخرى التي يمكن بناؤها وتحميلها على رواية حفص.
ب- التقنيَّة:
  • تمَّ تنفيذ العمل بكامله داخل مجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشَّريف، من قبل فريق عمل فني متخصِّص في أعمال المعالجة الرقميَّة مع الإلمام بقواعد الخط العربي، وتمَّ تدريب فريق العمل لمدَّة لا تقلّ عن ستة أشهر قبل البدء في أعمال المعالجة الفعليَّة؛ من أجل ضمان الاحترافيَّة والجودة العالية في إنجاز العمل.
  • تمَّت المعالجة الرقميَّة لجميع مكونات النَّص القرآني للمصحف كاملاً، على مستوى الحرف الواحد والكلمة والنقط والتَّشكيل.. إلخ.
  • روعي في أعمال المعالجة الالتزام بمعايير فنيَّة دقيقة تضمن إخراج العمل النِّهائي بنسق واحد رغم تعدّد الفنيِّين العاملين في المشروع.
  • تمَّ تنفيذ التَّحسينات الجماليَّة المطلوبة على بعض الكلمات بالتَّنسيق المباشر مع خطَّاط المصحف الشَّريف لضمان سلامة تكوين الكلمات المحسَّنة وفق قواعد الخط المعمول بها في كتابة المصحف.
  • أثناء مراحل العمل تمَّ التَّنسيق أيضاً مع وحدة التَّحضير بالمجمَّع لضمان الوفاء بجميع متطلبات أعمال الطِّباعة بكافة أنواعها (التَّقليدية والرقميَّة)، وتمَّ تنفيذ مجموعة من الفحوصات والتَّجارب المثمرة في هذا المجال.
  • النَّص المعالج صُمِّم بالاعتماد على تقنية رسم المتجهات (Vectors) باحترافيَّة عالية أدَّت إلى تصغير حجم الملفات بفارق كبير عن الطَّريقة المتبعة حالياً في أعمال الطِّباعة، مع التَّحسين الملحوظ على الجودة؛ ممَّا أدى إلى اختصار الكثير من الوقت عند استخدامه في جميع مراحل التَّحضير للطِّباعة.
  • الجودة اللامتناهية التي تسمح بتكبير وتصغير حجم الخط (دون قيود) بمختلف المقاسات، وهي خاصيَّة لم تكن متوفرة سابقاً.
نتائج وفوائد أخرى للمعالجة الرَّقميَّة تسهم في خدمة القرآن الكريم وعلومه:
– صفاء ونقاء الخط.
– إبراز جمال الخط ومدى روعة تصميمه والكتابة به.
– إمكان التَّحكُّم من ناحية التَّصغير والتَّكبير بدون قيود وبدون أي مشاكل فنيَّة مع المحافظة على الجودة العالية.
– تقليل سعة التَّخزين بشكل كبير على أجهزة التَّخزين الإلكترونيَّة.
– إمكان الاستفادة من الخطِّ المعالج في إنتاج خط حاسوبي (مطابق لخط اليد) لمصحف المدينة النَّبويَّة برواية حفص.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنَّ مجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشَّريف قد أصدر كتاباً بعنوان: (دليل الأعمال التقنيَّة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشَّريف بالمدينة المنوَّرة حتَّى عام ١٤٤۰هـ) يمكن الاطِّلاع عليه للوقوف على مزيدِ تفصيلٍ يتعلَّق بالأعمال والإنجازات في المجال التقني التي حقَّقها المجمَّع، ويسعى إلى تحقيق المزيد منها لمواكبة التَّطوُّر في هذا المجال، خدمةً لكتاب الله العظيم، وعلومه المختلفة.